كلام نفيس لابي بكر الطرطوشي المالكي رحمه الله :
يقول الطرطوشي ُّ في كتابه « سراج الملوك » (2/467):«.
اعلمواــ أرشدكم الله ــ أنَّ في وجود السلطان في الأرض حكمةٌ لله تعالى عظيمة، ونعمة على العباد جزيلة، لأنَّ الله سبحانه وتعالى جبل الخلائق على حب الانتصاف وعدم الإنصاف، ومَثَلُهم بلا سلطان كمثل الحوت في البحر يزدرد الكبيرُ الصغيرَ، فمتى لم يكن لهم سلطانٌ قاهرٌ لم ينتظم لهم أمرٌ ولم يستقرُّ لهم معاشٌ ،ولم يتهنوا بالحياة ، 

ولهذا قال بعض القدماء:لو رُفِع السلطانُ من الأرض ما كان لله في أهل الأرض من حاجة، ومن الحكم التي في إقامة السلطان: إنه من حجج الله تعالى على وجوده سبحانه وتعالى، ومن علاماته على توحيده، لأنه كما لا يمكن استقامة أمر العالم واعتداله بغير مدبر ينفرد بتدبيره، كذلك لا يتوهم وجوده وتدبيره وما فيه من الحكمة ودقائق الصنعة بغير خالق خلقه، وعالم أتقنه وحكيم دبره، وكما لا يستقيم سلطانان في بلد واحد لا يستقيم إلهان للعالم، والعالم بأسره في سلطان الله تعالى كالبلد الواحد في يد سلطان الأرض ،ولهذا قال علي بن أبي طالب: أمران جليلان لا يصلح أحدهما إلا بالتفرد، ولا يصلح الآخر إلا بالمشاركة وهما الملك والرأي، فكما لا يستقيم الملك بالشركة لا يستقيم الرأي بالانفراد به، 

ومثال السلطان القاهر لرعيته ، ورعيةٌ بلا سلطان مثالً بيتٍ فيه سراج منير، وحوله قيام من الناس يعالجون صنائعهم، فبينما هم كذلك إذ طفئ السراج فقبضوا أيديهم في الوقت ، وتعطل جميع ما كانوا فيه، فتحرك الحيوان الشرير وتخشخش الهوام الخسيس، فذبت العقرب من مكمنها، وفسقت الفأرة من حجرها، وخرجت الحية من معدنها، وجاء اللص بحيلته، وهاج البرغوث مع حقارته، فتعطلت المنافع ، واستطالت فيهم المضار، كذلك السلطان إذا كان قاهراً لرعيته وكانت المنفعة به عامة، وكانت الدماء به في أهبها محقونةً ،والحُرُمُ في خدورهن مصونةٌ، والأسواقُ عامرةٌ، والأموالُ محروسةٌ، والحيوان الفاضل ظاهرٌ، والمرافقُ حاصلةٌ، والحيوان الشرير من أهل الفسوق والدعارة خاملٌ، فإذا اختلَّ أمر السلطان دخل الفساد على الجميع، ولو جعل ظلم السلطان حولاً في كفة كان هرج الناس ساعة أرجح، وأعظم من ظلم السلطان حولاً، وكيف لا وفي زوال السلطان أو ضعف شوكته سُوق أهل الشر ومكسب الأجناد، ونفاق أهل العيارة ،والسوقة واللصوص والمنابهة؟ 

قال الفضيل: جور ستين سنة خير من هرج ساعة، فلا يتمنى زوال السلطان إلا جاهلٌ مغرورٌ أو فاسقٌ يتمنى كلَّ محذور، فحقيقٌ على كل رعية أن ترغب إلى الله تعالى في إصلاح السلطان، وأن تبذل له نصحها وتخصه بصالح دعائها، فإن في صلاحه صلاح العباد والبلاد، وفي فساده فساد العباد والبلاد، 

وكان العلماء يقولون:إن استقامت لكم أمور السلطان فأكثر واحمد الله تعالى واشكره، وإن جاءكم منه ما تكرهون ، وجهوه إلى ما تستوجبونه منه بذنوبكم وتستحقونه بآثامكم، فأقيموا عذر السلطان بانتشار الأمور عليه، وكثرة ما يكابده من ضبط جوانب المملكة واستئلاف الأعداء، ورضاء الأولياء، وقلة الناصح وكثرة المدلس والفاضح .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: التعيير بالأنساب من أخلاق الجاهلية". ----- قال الغزالي: والحسد يكثر بين أصحاب الحرف والمهن المتماثلة، وأرباب المقاصد المشتركة؛ ولذلك ترى العالم يحسد العالم دون العابد، والعابد يحسد العابد دون العالم، والتاجر يحسد التاجر. لأن التزاحم بينهما على مقصود واحد أخص. ----- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله -: لَا يَنْبَغِي لحامل الْقُرْآن أَن يرى أحدًا من أهلِ الأَرْض أغْنى مِنْهُ وَلَو ملك الدُّنْيَا برحبها. غريب الحديث 171/2 ----- قال سفيان الثوري -رحمه الله-: *ليس للشيطان سلاح على الإنسان مثل خوف الفقر، فإذا وقع في قلب الإنسان: منَعَ الحقَّ وتكلم بالهوى وظن بربه ظنَّ السوء.* ----- قال العلامة الشاطبي: في قاعدة في المنامات ( الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال؛ إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها، وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام فلا ) الاعتصام ( 2/ 78 ) يقول الإمام البخاري - رحمه الله - : " لا أعلم شيئاً يُحتاجُ إليه إلا وهو في الكتاب والسنة ، فقلتُ له ( أي محمد بن أبي حاتم ) : يُمكنُ معرفةُ ذلك كله ? قال : نعم " . سير أعلام النبلاء 12 / 412 . ----- قال الماوردي âپ© رحمه الله: من حسن التوفيق، وأمارات السعادة؛ الصبر في المُلِمات، والرِّفق عند النوازل؛ بذلك نزل الكتاب وجاءت السنة. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} أدب الدين والدنيا : (461) ----- قال ابن القيم رحمه الله . لا تصح لك درجة التواضع ‏حتى تقبل الحق ممن تحب وممن تبغض ‏ فتقبله من عدوك ‏كما تقبله من وليّك . ‏مدارج السالكين 2/321 ----- قال علي بن خشرم : ( ما رأيت بيد وكيع كتابا قط ، إنما هو حفظ ، فسألته عن أدوية الحفظ ؛ فقال : إن علمتك الدواء ؛ استعملته ؟ قلت : إي والله . قال : ترك المعاصي ؛ ما جربت مثله للحفظ ) . سير أعلام النبلاء ----- كلام يكتب بماء الذهب. قال ابوبكر الطرطوشي المالكي رحمه الله: [سراج الملوك ، 48 __________________ قال العبد الفقير لعفو ربه وغفر لوالده واسكنه فسيح جناته العلم حياة القلوب والابدان ref